في هذه الأيام, أصبحت الشركات والمؤسسات وكذلك الباحثون عن العمل, يلجؤون إلى العرض والبحث عن فرص العمل عن طريق مواقع الإنترنت, ومن أشهرها في وطننا العربي موقعا “بيت دوت كوم” وموقع ” لينكد إن”, وهذا بسبب سهولة الوصول لأكبر عدد ممكن من الناس بأقل تكلفة, تماشيا مع قيام الشركات في السابق بنشر إعلانات الوظائف المتوفرة في صفحات الصحف المحلية.
أما اليوم وبوجود مثل هذه المواقع, بالإضافة إلى مواقع التواصل الإجتماعي, أصبحت عملية تلقي السِير الذاتية, وانتقاء منها ما يتوافق مع احتياجات الشركات, عملية أسهل وأسرع.
على الرغم من ذلك, نجد أن هنالك خللا في عملية نشر إعلانات الوظائف وتلقي الطلبات وغربلة المتقدمين وانتقاء المتقدم المناسب, وهذا الخلل يتواجد في وطننا العربي فقط!
مؤخراً, قام أحد أصدقائي بعملية بحث عن عمل جديد عبر الموقعين المشهورين في وطننا العربي, وبدأ بعملية التقديم للوظائف التي تناسب خبرته ومؤهلاتة الجامعية. لكن, رغم الردود التي وردت له من رئساء أقسام الشركات معربين عن إعجابهم بسيرته الذاتية, وخبرته المناسبة لتطلعات وطموح الشركات, رغم ذلك, لم يتم حتى يومنا هذا إخطاره بموعد المقابلة الرسمية, أو بموعد انتهاء استلام الطلبات من المتقدميين.
تذكرتُ حينها صديقا آخر لي من إحدى دول الغرب غير الناطقين بالعربية عندما كان يبجث عن عمل, حيث علمتُ منه كيف أن تفاصيل هذه المعضلة بالنسبة لنا هي بمثابة خطوات بسيطة في بلادهم؛ في التاريخ كذا وكذا ينتهي تقديم الطلبات, وفي التاريخ كذا وكذا يتم التواصل مع المتقدمين, وإن كانت هناك أي مرسلات بين الشركة ومتقدم ما, يتم إخطاره بموعد المقابلات وكافة التفاصيل. عندها, قمت بزيارة هذه المواقع باحثاً عن عمل في مجال تخصصي وخبرتي, ووجدت أننا نفتقر لهذه الشفافية والمصداقية, حيث أن أغلبية الشركات في بلادنا تقوم بنشر إعلانات الوظائف دون تحديد موعد إنتهاء التقديم. على سبيل المثال, من الممكن لأي شخص خلال بحثه عن العمل في بلادنا أن يجد العديد من الإعلانات التي يعود تاريخها إلى أكثر من ستة أشهر. بالمقارنة البسيطة بين المواقع الغربية والمواقع العربية سندرك -على الرغم من التطور الذي يحيطبنا- أن الأغلبية وبالأخص الذين يعملون في أقسام الموارد البشرية مازالوا, يعتمدون الطريقة الأسهل بالنسبة لهم وهي … المعارف. هذا يعني أن الشخص الذي سيتم إرسال عقد العمل إليه, في الأغلب, سيكون على معرفة بشخص ما يعرف شخصا ما يعرف شخصا يعمل في إدارة الموارد البشرية. هذا لأننا أشخاص نتفاخر بما نمتلكة, مثل نشرنا للواظائف عبر هذه المواقع, وليس بما نمتلكه ونفعله وهو الاستخدام الخاطئ لهذه المواقع …. ولربما تم نشر الوظيفة فقط لكي يتم إخطار المسؤولين بأن إدارة الموارد قامت بنشرالوظائف المتاحة بالفعل. لكن هل تم اختيار الموظف من مجموعة المتقدميين؟ أم كان الاختيار مسبقاً؟